واقب السمنة لا تؤدي لتأخر الحمل فقط إنما تمتد عواقبها إلى الإسقاط المبكر و النزيف و مشاكل صحية أخرى.
أصبحت زيادة الوزن المفرطة ظاهرة شائعة في مجتمعات العالم ، و المجتمعات العربيّة ليست بإستثناء عن ذلك . حيث يعاني حوالي 30% من المجتمع أو أكثر من زيادة في الوزن . و تعرف زيادة الوزن بحسب مؤشر كتلة الجسم (BMI) و تحسب بتقسيم الوزن بالكيلوغرامات على مربع الطول بالأمتار . يكون الوزن طبيعي إذا كان مؤشر كتلة الجسم أقل من 25كغم/م2 . أما إذا زاد مؤشر كتلة الجسم عن 30كغم/م2 فيعتبر في منطقة السمنة و إذا زاد المؤشر عن 40كغم/م2 تكون سمنة مفرطة . لتوضيح هذه الأرقام إذا أخذنا كمثال سيدة طولها 160سم يكون الوزن المثالي لها لا يتجاوز 65كغم و إذا زاد وزنها عن 80كغم تعتبر سمينة أما إذا زاد وزنها عن 100كغم فهي تعاني من سمنة مفرطة . العلاقة بين السمنة و تأخر الحمل موضوع تتجاهله كثير من النساء اللواتي يعتقدن أن السمنة تؤثر فقط على المظهر الخارجي للمرأة ،دون أن يعلمن أن هناك تأثيرات خطيرة للسمنة على الجسم بما فيها الحمل ، حيث أن هرمونات الأنوثة و الإباضة تتأثر بشكل كبير مع زيادة الوزن .
مضاعفات عديدة و أعراض متفاوتة بين السيدات
كيف لهرمونات الأنوثة و الإباضة أن تتأثر بزيادة الوزن؟
ربما يستغرب البعض لو قلت أن هرمونات الأنوثة و الإباضة تتأثر بشكل كبير مع زيادة الوزن ،حيث تقوم الخلايا الدهنية بإفراز هرمون اللبتن الذي يسبب اضطراب في عمل الغدة النخامية التي تسيطر على عمل المبيض . كما أن السمنة تؤدي إلى ارتفاع هرمون الأنسولين الذي بدوره يؤثر بشكل مباشر على المبيضين و يغير من نشاطهما . و نتيجة لذلك يتوقف المبيض عن العمل و عن الإباضة و هذا يؤدي إلى العديد من المضاعفات و التي منها عدم انتظام في الدورة الشهرية ، و زيادة في نمو شعر الوجه و الجسم ، تساقط شعر الرأس ، وزيادة في حب الشباب على الوجه و الظهر .و من الملاحظ أن تسلسل هذه المضاعفات يتفاوت من سيدة لأخرى بحسب طبيعة المبيض ، فالسيدة التي تعاني من تكيس المبيضين أكثر عرضة لهذه المضاعفات من السيدة صاحبة المبيض الطبيعي.
السمنة قيود تكبل الرحم و تضعف الحمل هل يعني أن السمنة تمنع الحمل؟
السمنة لا تمنع الحمل ، و إنما أثبتت الدراسات العلمية أن السيدة التي تعاني من زيادة في الوزن تحتاج إلى وقت أطول حتى يحدث الحمل ، و هذا يعني أن زيادة الوزن قد تؤخر الحمل أي تمنعه بشكل مؤقت . و ذلك بسبب عدم انتظام في الإباضة كما أن فرصة استقبال البويضة في بطانة الرحم تكون أقل بسبب خلل في بطانة الرحم . و حتى مع استعمال الأدوية المنشطة للمبيض و إجراءات المساعدة على الإنجاب يبقى الوزن الزائد عامل سلبي في فرصة نجاح الحمل بسبب الإضطرابات الهرمونية التي شرحت سابقاً.
آثار ممتدة على المدى الطويل
أن مضاعفات السمنة لا تقف عند هذا الحد ،فتأثيرها على الحمل قد يكون أكثر خطورة . فزيادة الوزن تسبب زيادة في فرصة الإسقاط المبكر في الحمل ،و زيادة طفيفة في بعض التشوهات الخلقية ، زيادة في سكري الحمل و ارتفاع ضغط الدم ، زيادة في تسمم الحمل ، زيادة في الحاجة إلى عملية قيصرية ، زيادة في وزن المولود مع زيادة مضاعفات الولادة ،كما أنه يتسبب في زيادة حالات النزيف بعد الولادة .
أما مخاطر زيادة الوزن على الصحة العامة فهي كثيرة أهمها مرض السكري و ارتفاع ضغط الدم ، أمراض تصلب الشرايين ،الجلطات الدموية بشكليها الوريدي و الشرياني ، آلآم الظهر و تآكل المفاصل و خاصة مفصل الركبة . و بشكل عام معدل أعمار الأفراد الذين يعانون من السمنة أقل من معدل أعمار الأفراد أصحاب الوزن الطبيعي .
الإرادة و التحدي في وجه سمنة المرأة
تتعدد الوسائل التي تساعد الحصول على وزن طبيعي ، و أهم هذه الوسائل هو تغير في أسلوب الحياة بشكل عام و ذلك يتضمن تغير في الوجبات الغذائية و زيادة في معدل استهلاك الطاقة عن طريق الرياضة . بالنسبة للعادات الغذائية كل ما هو مطلوب تقليل حجم الوجبة الغذائية و تجنب المواد النشوية و السكرية . أما بالنسبة للرياضة فتحتاج السيدة إلى بذل مجهود بدني مثل المشي أو الركض أو استعمال الدراجة أو السباحة لحوالي 30-45 دقيقة يومياً.
أدوية يمكن أن تنقص الوزن دون هذا العناء
بالحقيقة أنا لا أنصح بإستعمال الأدوية كحل سهل لإنقاص الوزن دون المحاولة الجادة و بذل الجهد لأنه بتوقف الأدوية تعود الأمور لما كانت عليه ، أما بالنسبة للعمليات الممكن إجراؤها فهي كثيرة و قد تطورت بشكل كبير. أصبحت عمليات علاج السمنة أكثر أمانا" و أفضل نتائج. و قد تناسب هذه العمليات الكثير من الأفراد الذين يعانون من السمنة.
اتمنى ان موضوعي ينااااااااال اعجابكم منقووووووووووووول